الأربعاء، 25 فبراير 2009

سلسلة أمهات المؤمنين //الجزء الثاني : سودة بنت زمعة رضي الله عنها-1




بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عدنا مجددا مع جزء جديد من أجزاء سلسة أمهات المؤمنين

مع أم عرفت بطيبها وخفة روحها

اخواني ,

ان قصص أمهات المؤمنين مليئة بالمواعظ والعبر

فحري بنا أن نقرأها ونستفيد منها

فيما يفيدنا دين ودنيا .

~~~~~~~~~~~~~~~~

(( والله مابي على الأزواج من حرص ولكني أحب أن يبعثني الله

يوم القيامة زوجا للرسول )) أم المؤمنين سودة بنت زمعة .

العامرية :

انها من اسرة مؤمنة هاجرت جميعها في سبيل الله ..

وكانت أرملة مسلم كان أحد السابقين الى الاسلام قبل ان يتزوجها

رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

انها السيدة سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ودّ

العامرية القرشية أم المؤمنين , ويقال كنيتها : أم الأسود , وأمها

الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو من بني النجار

كانت سودة - رضي الله عنها – متزوجة من ابن عمها السكران بن

عمرو بن عبد شمس الذي أسلم وحسن اسلامه ..

وهاجر مع المهاجرين الى الحبشة ..

وهاجرت معه سودة وكان يصحبها أخوها مالك بن زمعة

واثنان من اخوة زوجها السكران وهما : سليط وحاطب وابن أخيهم

عبدالله بن سهيل ابن عمرو وأخته ام كلثوم بنت سهيل بن عمرو

وعمرة بنت الوقدان بن عبد شمس وهكذا خرجت الأسرة العامرية

المؤمنة في سبيل الله هاجروا فرارا بدينهم ..

ولم يبق من هذه الأسرة غير سهيل بن عمرو الذي بقي على شركه

الى أن أسلم بعد الفتح وكثيرا ما كان السكران يدعوه الى دين الله

وكان سهيل يأبى عليه ذلك , وذات يوم :

دخل السكران بن عمرو بن عبد شمس على أخيه سهيل

وقد اصطحب معه زوج ابنة سهيل أبا حذيفة بن عتبة وقد بدا عليهما

الاجهاد والتعب وبلغ منهما الأذى منتهاه ..فبادرهما سهيل بقوله :

ما بكما برب الكعبة ؟

قالا : لا عليك يا أخي .. انه أذى السفهاء وقد اعتدنا عليه واستعذبنا

العذاب في سبيل الله

قال سهيل : ألم يأن لك أن تثوب الى رشدك يا سكران ؟

قال سكران : بل ألم يأن لك أن تعود الى بارئك أنت يا سهيل ؟

قال سهيل : ليس لك بي شأن يا ابن أبويّ , واخرج الآن من عندي

وخذ معك هذا الذي أعطيته ابنتي , فجعلها تسفه آلهتنا حين اتبعت

محمداَ وأفسدها علينا

قال أبو حذيفة : هداك الله يا ابن عمرو .. أأنا أفسدت ابنتك ؟! لقد

شرح الله صدرينا للإيمان بالله وحده وهو الحق فإلى متى تظل على

وثنيَتك وضلالك ؟ فقال سهيل غاضبا :

اخرجا واغربا عن وجهي .. ثكلتكما أمكما !!

فانتفض السكران قائما والدم يقطر من فمه وأنفه من جراء ضرب

قريش له , وقال لأبي حذيفة :

هلم بنا يا أخي فقد أغلق الله قلب هذا الرجل عن الحق ..

قال أبو حذيفة : عسى الله أن يهديه كما هدانا ..

وكانت سودة قلقة على زوجها قلقا شديدا فهي تعرف أنه لا يخاف

في الله لومة لائم وأن له لسانا سليطا على أعداء الله فالتهب قلبها

خوفا عليه لطول غيابه وبينما عقلها في هواجسه إذ طرق الباب

فأسرعت وفتحت .. فلما رأت وجه زوجها يقطر دما شهقت وقالت :

قتلوك يا ابن العم ..أهلكت نفسك وأهلكتني معك ورب البيت !!

وقال لها : لا تخافي ولا تفزعي يا سودة .. انما هي قطرات في

سبيل الله وقد أذن الله لنا بالفرج فقد أمرنا الرسول صلى الله عليه

وسلم .. بالخروج الى الحبشة وقال لنا :

لو خرجتم الى أرض الحبشة فإن بها ملكاً لا يُظلَم عنده أحد , وهي

أرض صدق , حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه .

قالت سودة أوَ تقول صدقاً يا ابن عمرو ؟ انه فرج والله من عند الله

- ولكن يعز على نفسي أن أترك مكة .

- لا عليك يا زوجي .. إنه الخروج لعودة ان شاء الله .

يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Template by:
Free Blog Templates