الأربعاء، 25 فبراير 2009

سلسلة أمهات المؤمنين //الجزء الثاني : سودة بنت زمعة رضي الله عنها-2


فراق :

وأمنو فترة في الحبشة وسعدوا بعبادة الله في أمن من بطش أعدائه

لكن قلوبهم كانت موجعة ببعدهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

وفي ذات ليلة بينما سودة وزوجها نائمان إذ رأت مناما أيقظها وهي

تتعجب مما رأت ..

رأت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم أقبل يمشي حتى وطئ

عنقها فأخبرت زوجها بذلك , فقال : لئن صدقتْ رؤياك

لأموتن وليتزوجك محمد , ثم رأت في المنام ليلة أخرى أن قمرا

انقض عليها وهي مضطجعة . فأخبرت زوجها .

فقال : لئن صدقتْ رؤياك لم ألبث يسيرا حتى أموت وتتزوجين من
بعدي .

وصدق حدسه فما هي الا أيام حتى أصابه المرض واشتكى وتوجع

وجعا شديدا فقال لزوجته :

فلنعد الى البلد الحرام يا سودة , فإن القلب ليتحرق شوقاً اليها ,

والى نظرة الى النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

واستجابت سودة لزوجها حيث عومت على العودة معه , وانطلقا في

بضعة نفر الى مكة , وما كاد الركب أن يلقي رحاله حتى فاضت

روح السكران وأغمض جفنيه الى الأبد وبكته سوده بكاءً شديداً الا

أنها استسلمت لقضاء الله

واسترجعت وصبرت , ومكثت في دار أبيها زمعة بن قيس

وشاء الله أن يودع أبو القاسم صلى الله عليه وسلم خديجة زوجه

الوفية الحنون الى مثواها الأخير , فلما أرادت خولة بنت حكيم أن

تسلِّي عنه أشارت عليه بأن يتزوج ..

فقالت : يا رسول الله .. ألا تتزوج ؟

قال : من بعد خديجة ؟!

قالت : أن شئت بكرا وان شئت ثيِّباً .

قال : فمن الثيِّب ؟

قالت : سودة بنت زمعة , قد آمنت بك واتبعتك , ومات زوجها

السكران عنها .

قال : اذكريني عندها .

فجاءت خولة الى سودة .. فرحبت بها .

قالت خولة : أبشري يا أختي .. فقد عوضك الله خيراً من السكران

بن عمرو ..

قالت سودة : ومن أفضل منه يا خولة .. رحمك الله ؟!

قالت : رسول الله .. بعثني اليك خاطباً يا سودة .

فألجمت الدهشة والمفاجأة لسان سودة .

-اصدقيني القول يا أم شريك , هل طلب رسول الله صلى الله عليه

وسلم أن يتزوجني ؟

-بلى يا سودة .. أفأذكر الأمر على أبيك ؟

-افعلي .

فنادى والدها زمعة من الداخل :

-من أتى ؟

قالت : أم شريك , خولة بنت حكيم ..

قال : مرحبا بك .. يا خولة ..

قالت : ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة ؟

قال : ماذا يا أم شريك ؟ ..

قالت : أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب له سودة .

قال وقد بدا عليه أثر المفاجأة :

-وهل أحبَّتْ ذلك يا خولة ؟

قالت : سلها .. تجبك .

وما خرجت خولة الا بموافقة سودة ووالدها على زواجها من رسول

الله عليه الصلاة والسلام , وقد فرحا بذلك , ورحبا به .

وقدم عبدالله بن زمعة فوجد أخته قد تزوجها رسول الله صلى الله عليه

وسلم فحثا التراب على رأسه – كعادة أهل الجاهلية اذا أصابهم

مكروه – فلما أسلم قال : إني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي أن

تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أختي .

يتبع...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Template by:
Free Blog Templates