الأحد، 22 فبراير 2009

سلسلة أمهات المؤمنين //الجزء الأول : خديجة بنت خويلد رضي الله عنها-3




جهادها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم :

منذ ذلك الحين بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم حياة جديدة

حافلة بالمصاعب والمشقات وجهاد الدعوة وكانت زوجته المؤمنة

الى جنبه تدعو بدعوته بالقول والعمل فبدأت بمن تلوذ به فكان زيد

بن حارثة مولاها ثم بناتها الأربع رضوان الله عليهم أجمعين .

ثم تتالت أعداد المسلمين يوما اثر يوم وبدأت المحن القاسية والشدائد

من قبل مشركي قريش وزعمائها الذين خافوا على مناصبهم

وزعامتهم وجاههم ووقفت خديجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

بنفسها ومالها وشاهدت مواقفه وهو يدعو الى الله متعرضا لشتى

ضروب البلاء والتنكيل والاستهزاء

وكانت لا تراه الا صابرا محتسبا ولا يزداد لهذه المحن الا صلابة

واصراراََ على المضي في سبيل الدعوة الى الله وكانت السيدة

خديجة تستمد من زوجها صلى الله عليه وسلم أعظم السلوى وأروع

آيات التثبيت على الايمان ولذلك نجدها عندما أعلنت قريش

مقاطعتها ومحاصرتها الاقتصادية لرسول الله صلى الله عليه وسلم

وصحبه اختارت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واشتركت مع

رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الحصار ثم هاهي تودع

ابنتها رقية زوجة عثمان بن عفان وهي تهاجر الى الحبشة فرارا

بدينها من أذى المشركين .

فهي تركت الدنيا وعرفت ان سلعة الله غالية الا ان سلعة اله الجنة .

لقد أصابها من الجوع ونقص المال في هذا الحصار ما اصاب

رسول الله وجميع الصحابة ولقد برت وتحملت بعد ان كان المال

النعيم وافرا بين يديها والآن هي مع حزب الله مع النبي وأصحابه

حتى بلغ بهم الأمر أن أحدهم صار يأكل ورق الشجر من الجوع

فصبرت واحتسبت ذلك عند الله حتى أتاها الله بالبشرى فقد أمر الله

رسوله صلى الله عليه وسلم ـن يبشرها ببيت في الجنة

قال أبو هريرة - رضي الله عنه – قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : ( اتاني جبريل فقال : يارسول الله هذه خديجة أتتك ومعها

اناء فيه طعام وشراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربها السلام

ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيها ولا نصب )

وفاتها :

في غمرة هذا الجهاد جهاد الدعوة الى الاسلام والصبر على أذى

المشركين حيث لاقى رسول الله صلى اله عليه وسلم وزوجته

خديجة - رضي الله عنها - من التنكيل والعذاب والشدائد ما لم يهدئ

بالهما وكانت خديجة المرأة الصالحة الحكيمة تسلي رسول الله صلى

الله عليه وسلم وتهون عليه مصائبه وتقف الى جانبه تشد من أزره

وتقوي عزيمته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحوج ما يكون

قلب دافئ يسكن اليه كل ليلة بعد طول عناء النهار فكانت السيدة

خديجة تَهَب له نفسها ومالها وتكون له السكن والطمأنينة فيجلس

اليها ويحدثها ويفضي لها بما يضيق به صدره .

ولكن قدر الله شاء ان تكون خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها -

في جوار ربها وفي جنته التي وعد الله بها ففارقت الدنيا وهي بين

يدي زوجها صلى الله عليه وسلم الذي تفانت في حبه منذ لقيته

والنبي صلى الله عليه وسلم الذي صدقته وآمنت برسالته وجاهدت

معه حتى الرمق الأخير من حياتها وكانت له سكنا وأنسا وملاذا الى

ان رجعت نفسها الى ربها راضية مرضية

لقد توقيت قبل الهجرة بثلاث سنين وهي بنت خمس وستين سنة

وهكذا كانت خديجة الزوجة الحكيمة تقدر الأمور حق قدرها

وتبذل من العطاء ما فيه ارضاء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم

وبذلك

استحقت أن تبلغ من ربها السلام وأن تبشر ببيت في الجنة من قصب

لا صخب فيه ولا نصب .


وفاء الزوج :

لم ينس رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها وفاءََ لها

ومحبة فيها - فعن عائشة – رضي الله عنها قالت - : ما غرت على

امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة

هلكت قبل أن يتزوجني لما كنت أسمعه يذكرها وأمره الله أن يبشرها

ببيت من قصب وان كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما

يسعهن

وقالت عائشة رضي الله عنها : ( وكان رسول الله صلى الله

عليه وسلم اذا ذبح شاة فيقول : أرسلوا الى أصدقاء خديجة قالت :

فأغضبته يوما فقلت : خديجة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: (( إني قد رزقت حبها ))

ومرة قالت عائشة : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة الا خديجة

فيقول (( انها كانت وكانت وكان لي منها ولد ))

وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : كان رسول الله صلى الله

عليه وسلم اذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء قالت : فغرت

يوما فقلت : ما اكثر ما تذكرها حمراء الشِّدقين قد أبدلك الله خيرا

منها ! فقال : (( ما أبدلني الله – عز وجل – خيرا منها , قد آمنت

بي وكفر الناس , وصدقتني إذ كذب الناس , وواستني بمالها إذ

حرمني الناس , ورزقني الله تعالى أولادها إذ حرمني أولاد

النساء ))

فارض اللهم عن خديجة بنت خويلد , السيدة الطاهرة , والزوجة

الوفية الطاهرة , والمؤمنة المجاهدة في سبيل دينها , بكل ما ملكت

من عرض الدنيا , واجزها عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء

والحمد لله رب العالمين


وفي الختام أرجو انكم قد استفدتم من القصص والعبر التي صراحة

استفدت منها استفادة عظيمة

تقبلوا تحيتي

اخوكم : عاشق حور العين

ترقبوا الجزء الثاني بعنوان : سودة بنت زمعة رضي الله عنها

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Template by:
Free Blog Templates