السبت، 21 فبراير 2009

سلسلة أمهات المؤمنين //الجزء الأول : خديجة بنت خويلد رضي الله عنها-2






خديجة-رضي الله عنها – في بيت النبوة :

وأصبحت الطاهرة سيدة قريش زوجا لمحمد الأمين صلى الله عليه

وسلم وضربت أعظم الأمثال وأروعها على حبها لزوجها وإيثارها

لما يحبه فعندما رأت أنه يحب مولاها زيد بن حارثة وهبته له ولما

آنست منه الرغبة في ضم أحد أولاد عمه أبي طالب رحبت بذلك

وأفسحت لعلي - رضي الله عنه – المجال الأوفر ليكسب من أخلاق

زوجها محمد صلى الله عليه وسلم

وسكن رسول الله صلى الله عليه وسلم الى خديجة الزوجة الحكيمة

وأحبها حبَّا جمَّا نسي من خلاله قسوة الأيام الماضية

وعرف للسيدة خديجة أم المؤمنين حقها ومنزلتها وبادلها حبَّا بحب

ووفاء بوفاء وعاش معها وحدها أكثر مما عاش مع غيرها وقال

صلى الله عليه وسلم لعائشة يوما مصرحا عن حبه لخديجة -: ((

إني قد رزقت حبها ))

وكانت السيدة خديجة ولودا ودودا وهذا من محاسن المرأة

ويدل على استواء بنيتها وكمال أنوثتها ورزقه الله منها البنين

والبنات كلهم : القاسم وعبدالله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة .

الا ابراهيم فكان من مارية القبطية رضي الله عنها

وتوفي القاسم وعبدالله وهما صغار رضَّع

اختلاؤه صلى الله عليه وسلم بالغار ونزول الوحي :

قالت السيدة عائشة : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم

من الوحي الرؤية الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت

مثل

فلق الصبح ثم حبب اليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث

فيه - وهو التعبد – الليالي ذوات العدد

قبل ان ينزع الى اهله يتزود بذلك ثم يرجع الى خديجة فيتزود

لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاء المَلَكَ فقال :

اقرأ قال : ما انا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم

أرسلني فقال : اقرأ قال : ما انا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى

بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ فقلت ما انا بقارئ فأخذني

فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال ( اقرأ باسم ربك الذي خلق <1>

خلق الانسان من علق <2> اقرأ وربك الأكرم )

فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على

خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها – فقال : ( زملوني زملوني )

فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة

وأخبرها الخبر : (لقد خشيت على نفسي ) فقالت خديجة - رضي الله

عنها - : كلا والله مايخزيك الله أبدا انك لتصل الرحم وتحمل الكلّ

وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق .

خديجة أول من تعلن اسلامها :

عرفت السيدة خديجة - رضي الله عنها - مدى صدق رسول الله

صلى الله عليه وسلم وعظم أمانته وكانت تدرك الأثر الذي تتركه

هذه الخلوات - التي يخلوها النبي صلى الله عليه وسلم

في الغار - على نفس النبي صلى الله عليه وسلم

وعندما قص رسول الله صلى الله

عليه وسلم على زوجته خديجة ما

حدث له في الغار وسمعت ما قاله ورقة أيقنت أن محمدا صلى الله

عليه وسلم هو النبي المنتظر

فما ان سمعت قول الله تعالى : ( يا ايها المدثر <1> قم فأنذر <2>

وربك فكبر )

حتى بادرت فأعلنت إسلامها وإيمانها بالله وصدقت النبي صلى الله

عليه وسلم وكانت خديجة أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم

كيف لا ؟! كيف لا تؤمن وهي تعلم مدى صدق رسول الله صلى الله

عليه وسلم فقد كانت ملازمه له في حياته كلها وكانت خير وزير

صدق فلذلك استبعدت كليا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم

قد جن أو أصابه سحر أو أن ما يقول به هو ضرب من ضروب

الكهان فهي تعرف من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا

كيف لا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيها : ((خير نسائها

خديجة بنت خويلد وخير نسائها مريم بنت عمران )) والمعنى :أن

كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها.

يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Template by:
Free Blog Templates