الأحد، 30 أغسطس 2009

لعله آخر رمضان


لعله آخر رمضان ..~


الحمد لله القائل : (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
والصلاة والسلام على النبي القائل: (للصائم فرحتان· فرحة عند إفطاره· وفرحة عند لقاء ربه)..

والقائل: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)
والقائل: (إن في الجنة باباً يقال له باب الريان· يدخل منه الصائمون· فإذا دخلوا أغلق فلا يدخل منه غيرهم)..
أما بعد:


تخيّل لو أن لك صاحباً أو قريباً أو رحماً عزيزاً عليك ,غاب عنك أحد عشر شهراً
ثم علمت بمجيئه إليك زائراً عما قريب , ماذا أنت صانع لملاقاة واستضافة هذا
الضيف والجائى الكريم العزيز عليك ؟
ماذا أنت صانع ؟
فكيف الحال إذا كان هذا الزائر هو شهر رمضان ؟
هذا الضيف الكريم الذي سرعان ما يمضي،،


فلكم أسأنا استقباله !


وهو الذي يزورنا ويأتينا كل عام محمّلاً بالهدايا الكثيرة عظيمة النفع..


ونحن نقابله بأن نأخذ من هداياه ما يعجبنا ونرمى فى وجهه ما لا يعجبنا ونحن فى ذلك من المغبونين !


كم من المرات جعلناه يرحل عنا وهو حزين لا يرى منا الا الوكسة والجري وراء الدنيا الحقيرة


والرضى بالدنية فى الدين والميل مع الذين يتبعون الشهوات, والطمع في الدنيا, والزهد في الآخرة ..


آآآهٍ من لوعة ضيف عزيز كريم بين قوم من الساهين الغافلين !


أوَّااه لو كانوا لحق قدره يقدرون، أو يعرفون !


إن السلف رحمهم الله كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهرحتى يبلغهم رمضان،
فإذا بلغوه اجتهدوا في العبادة فيه

ودعوا الله سبحانه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم.

أما أصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا؛ فإن معظمهم يستعد لرمضان

قبل مجيئه بستة أشهر بحشد كل (فِلم) خليع، وكل (مسلسل) وضيع،وكل غناء ماجن
للعرض على المسلمين في أيام وليالي رمضان ..

لأن (رمضان كريم) كما يعلنون!
ولسان حالهم يقول: شهر رمضان شهرٌ للفوازير والمسلسلات !!


وقبل دخول شهر رمضان بأيام ..
إذا ذهبت إلى الأسواق والمتاجر والجمعيات ستجد الناس يجمعون أصنافاً وألواناً من الطعام والشراب بكميات كبيرة ..

وكأنهم مقبلون على مجاعة، وليس على شهر تقوى وصيام ! فأين هم مما يحدث لإخوانهم المشردين في هذه الأيام ؟!

إن شهر رمضان مضمارالسابقين، وغنيمة الصادقين، وقرة عيون المؤمنين ..


وأيام وليال رمضان كالتاج على رأس الزمان، وهي مغنم الخيرات لذوي الإيمان ..

فطوبى لعبد تنبه من رقاده، وبالغ في حذاره، وأخذ من زمانه بأيدي بداره..


فاعلمو يا أحبة ..~

أن إدراك رمضان من أجل النعم، فكم غيب الموت من صاحب، ووارى من حميم ساحب
..
وكم اكتظت الأسِرة بالمرضى الذين تتفطر قلوبهم وأكبادهم، ويبكون دماً لا دموعاً ليصوموا يوماً واحداً من أيام رمضان،

أو يقوموا ليلة واحدة من لياليه، ولكن .. حيل بينهم وبين ما يشتهون !


فيا من أدركت رمضان .. وأنت ضارب عنه صفحاً بالنسيان ..

هل ضمنت لنفسك الفوز والغفران ؟

أتراك اليوم تفيق من هذا الهوان ؟

قبل أن يرحل شهر القرآن والعتق من النيران ؟

فلعله يكون - بالنسبة إليك - آآآخررمضان ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Template by:
Free Blog Templates