فراق الحبيب :
مرت سنوات بعد المحنة وعائشة في كنف رسول الله
صلى الله عليه
وسلم كما يحب ويرضى , ولكن الموت لا يترك حيًّا مهما بلغ من
العمر , ولا عظيماً مهما كانت مكانته .. آن للرسول صلى الله عليه
وسلم أن يرحل مودِّعاً أحبابه مستبشراً بلقاء الله خالقه ومولاه .
اشتدت عليه السكرات وهو في حجرة عائشة بعد
أن استأذن زوجاته أن يمرض عندها , تقول عائشة – رضي الله عنها - :
-إن من نعم الله عليّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في
بيتي وفي يومي وبين سحَري ونحري , وإن الله جمع بين ريقي
وريقه عند موته , دخل عليّ عبدالرحمن بن أبي بكر وبيده السواك
وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر اليه وعرفت
أنه يحب السواك .
فقلت : آخذه لك ؟ فأشار برأسه أنْ : نعم : فتناولته فاشتد عليه ,
وقلت : ألينه لك ؟
فأشار برأسه أنْ نعم .
فَلَيَّنته , وبين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء
فيمسح بهما وجهه يقول : (( لا إله إلا الله إن للموت سكرات )) ثم
نصب يده فجعل يقول : (( في الرفيق الأعلى )) حتى قُبض ومالت يده .
(( لله درك يا أمّ المؤمنين , ثبتك الله قي موقف لا يثبت فيه عمالقة
الرجال , وليس ذلك غريبًا على بنت الصديق أبي بكر , فقد ثبته الله
سبحانه عندما علم بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم , وثبت به
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن زعزعتهم شدة المصيبة
يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق