الجمعة، 10 أبريل 2009

سلسلة أمهات المؤمنين //الجزء الثالث : عائشة بنت الصديق رضي الله عنها-5




فراق الحبيب :

مرت سنوات بعد المحنة وعائشة في كنف رسول الله

صلى الله عليه

وسلم كما يحب ويرضى , ولكن الموت لا يترك حيًّا مهما بلغ من

العمر , ولا عظيماً مهما كانت مكانته .. آن للرسول صلى الله عليه

وسلم أن يرحل مودِّعاً أحبابه مستبشراً بلقاء الله خالقه ومولاه .

اشتدت عليه السكرات وهو في حجرة عائشة بعد

أن استأذن زوجاته أن يمرض عندها , تقول عائشة – رضي الله عنها - :

-إن من نعم الله عليّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في

بيتي وفي يومي وبين سحَري ونحري , وإن الله جمع بين ريقي

وريقه عند موته , دخل عليّ عبدالرحمن بن أبي بكر وبيده السواك

وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر اليه وعرفت

أنه يحب السواك .

فقلت : آخذه لك ؟ فأشار برأسه أنْ : نعم : فتناولته فاشتد عليه ,

وقلت : ألينه لك ؟

فأشار برأسه أنْ نعم .

فَلَيَّنته , وبين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء

فيمسح بهما وجهه يقول : (( لا إله إلا الله إن للموت سكرات )) ثم

نصب يده فجعل يقول : (( في الرفيق الأعلى )) حتى قُبض ومالت يده .

(( لله درك يا أمّ المؤمنين , ثبتك الله قي موقف لا يثبت فيه عمالقة

الرجال , وليس ذلك غريبًا على بنت الصديق أبي بكر , فقد ثبته الله

سبحانه عندما علم بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم , وثبت به

أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن زعزعتهم شدة المصيبة

يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Template by:
Free Blog Templates