الاثنين، 2 مارس 2009

سلسلة أمهات المؤمنين //الجزء الثاني : سودة بنت زمعة رضي الله عنها-4



سودة مع النبي صلى الله عليه وسلم :

ولما كبرت سودة وأسنَّت أهدت ليلتها لعائشة وذلك لأنها تعلم مدى

حب النبي صلى الله عليه وسلم لها ولأنها كانت تعلم أن النبي صلى

الله عليه وسلم حريص على أن يكون عادلاً في قسمته بينهن فكان

يقول :

-(( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ))

يعني الحب والميل القلبي .


ولما أسنَّت سودة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم همَّ رسول الله

صلى الله عليه وسلم بطلاقها فقالت :

-يا رسول الله رضيت بقسمي فيك وأهديت يومي لعائشة.. ثم

استطردت قائلة :

-أمسكني , ووالله مابي على الأزواج من حرص ولكني أريد أن

أحشر في أزواجك .

-وكفاها ان الله حقَّق لها رؤياها فكان القمر الذي رأته هو رسول الله

صلى الله عليه وسلم .

وكانت – رضي الله عنها – رضيَّة النفس , طيبة القلب , تعيش

على سجيتها , ففي يوم بدر لما أُتي بالأسرى ورأت ابن عمها سهيل

بن عمرو وقد قيدت يداه , قالت في لهفة :

-أي أبا يزيد , أعطيتم بأيديكم , الا مُتُّم كراما ؟

فغضب منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :

-يا سودة , أعلى الله ورسوله تُحرضين ؟

-يا رسول الله , الذي بعثك بالحق , ما ملكت نفسي حين رأيت أبا

يزيد مجموعة يداه الى عنقه أن قلت ما قلت !

فعفا عنه لما يعلم من طيبتها وحسن نيتها .

وكان يحب منها مرحها وخفة روحها , قالت له ذات صباح :

-صليت خلفك الليلة يا رسول الله , فركعت بي حتى أمسكت بأنفي

مخافة أن يقطر الدم .. وكان بها سمنة ..

فضحك من قولها حتى بدت نواجذه .

وذات يوم ماتت شاة لسودة فقالت : يا رسول الله ,

-ماتت فلانة ( يعني الشاة )

فقال صلى الله عليه وسلم :

-فلولا أخذتم مسكها ( وهو جلد الشاة )

فقالت سودة متعجبة :

-نأخذ مسك شاة قد ماتت ؟

فقال لها رسول الله :

-انما قال الله عز وجل : ( قل لا أجد في ما اوحي اليّ

محرما على طاعم يطعَمُهُ الا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم

خنزير )

فإنكم لا تطعَمونه , انكم تدبغونه فتنتفعون به ..

فقامت سودة فسلخت مسك الشاة فدبغته وصنعت منه قِرْبَة ..

استعملتها حتى تخرَّقتْ ..

وحجَّت سودة مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجَّة الوداع ولم

تحُجّ بعدها .. وكانت تقول اذا سألها أحد عن ذلك :

-لا أحجُّ بعدها أبداً , لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم

((هذه ثم الزَمُنَ الحصر )) ( أي بعد حجة الوداع )

وعاشت سودة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مع باقي أمهات

المؤمنين .. وكانت كثيرة التصدق والإنفاق في سبيل الله بما عندها ,

وبما يهدى اليها ..

أرسل لها الفاروق غرارة (( وهو اناء يوضع فيه التمر ))

فيها دراهم , ففرقتها كلها على مساكين المدينة .

وقد عرفت عائشة - رضي الله عنها – حبَّ سودة وحرصها على

إرضائها فحملت لها كلَّ الخير في قلبها وقالت عنها :

-ما من امرأة أحب اليَّ من أن أكون في مسلاخها (( أي

تمنيت أن أكون في مثل هديها وطريقتها )) من سودة بنت زمعة ..

لما كبرت قالت : يا رسول الله , قد جعلت يومي منك لعائشة ..

وتوفيت سودة في آخر زمن عمر بن الخطاب ..

رحم الله سودة بنت زمعة وبعثها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

كما تمنَّت .

أرجو من الله العلي القدير أن يحشرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم

ومع أزواجه وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين

تقبلوا تحيتي

أخوكم : عاشق حور العين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ترقبوا الجزء الثالث بعنوان : عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي

الله عنها




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Template by:
Free Blog Templates