الزواج السعيد :
أقام المسلمون في المدينة وتأسس المجتمع الاسلامي وفرح
المسلمون بنصر الله لهم في غزوة (( بدر الكبرى )) .. ومع فرحة
المسلمين بالنصر كانت فرحة اخرى ,
أتت أسماء الى دار أبيها تزورهم فلقيتها أم رومان قائلة :
-أين أختك يا أسماء ؟
-تلعب مع صويحباتها يا أم رومان .. مالك مسرعة هكذا ؟
-رسول الله صلى الله عليه وسلم سيبني بها اليوم يا بنتاه .
-ما أسعد حظ تلك الفتاة ..
وذهبت ام رومان اليها فوجدتها على أرجوحة لها فصرخت بها
فأتتها وهي لا تدري ما تريد بها , فأسلمتها الى نساء الأنصار فقلن :
-على الخير والبركة وعلى خير طائر .
* ثم غسلْنَ رأسها وأصلحْنَها ثم ذهبْنَ بها الى رسول الله صلى الله
عليه وسلم , وكان قد قدم اللبن مع الطعام لضيوفه , فلما أجلسن
عائشةَ بجواره ناولها اللبن , فخفضت رأسها مستحيةً منه فانتهرتها
أسماء :
- خذي من يدِ النبي صلى الله عليه وسلم .
فأخذت فشربت , ثم أعطت أترابها .
صداق العروس :
سأل أبو سلمة بن عبدالرحمن السيدة عائشة :
-كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
-كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشًّا . أتدري ما النشّ ؟
-لا .
-نصف أوقية , فتلك خمسمائة درهم , فهذا صداق رسول الله صلى
الله عليه وسلم لأزواجه .
في بيت النبي صلى الله عليه وسلم :
لم يحب النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة – رضي الله عنها –
واحدة من أزواجه كما أحب عائشة , وكان عمرو بن العاص –
رضي الله عنه – يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : من أحب الناس اليك ؟
-عائشة .
-ومن الرجال ؟
-أبوها .
وكان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة , فغارت نساء النبي صلى
الله عليه وسلم منها واشتكين الى أم سلمة , فذكرت أم سلمة ذلك
للرسول صلى الله عليه وسلم , فسكت وأعرض عنها , فعادت تقول
له شكواهنّ ثلاثاً , فرد عليها مُغضباً :
-يا أم سلمة , لا تؤذيني في عائشة , فإنه والله ما نزل
عليّ الوحي وانا في لحاف امرأة منكن غيرها .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته كما قال عن نفسه : ((
خيركم جيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ))
كان يستمر معهنّ , ويسوي بينهنّ في المعاملة , اللهم الا الميل
القلبي فقد كان ميله لعائشة أشد , وكان بقول : (( اللهم هذه قسمتي
فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك )) .
-ويصف عمر – رضي الله عنه – معاملته صلى الله عليه وسلم
لهنّ فيقول :
(( والله إنا كنا في الجاهلية ما نعدّ للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهنّ ما
أنزل وقسم لهنّ ما قسم )) .
وكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه حتى ليظل يومَه
غضبان , فسأل عمر ابنته حفصة عن ذلك فأكدت له ’ فذهب الى أم
سلمة لقرابته منها فكلمها في هذا الأمر فقالت :
-عجبًا لك يا بن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل
بين رسول الله وأزواجه .
-يقول عمر : (( فأخذتني أخذاً كسرتني به عن بعض ما كنت ,
فخرجت من عندها )) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يساعد نساءه في أعمال البيت ,
قالت عائشة :
-كان في مهنة أهله , فإذا سمع الأذان خرج الى الصلاة .
وكان يمازحهن ويضاحكهن , وتزوج عائشة وهي بعد صغيرة السن
فكان يُسِّربُ لها صواحبها يلاعبنها .
قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كنت ألعب بالبنات –
تعني اللُّعَب – فيجيء أصحابي فينقمعن من رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيخرج رسول الله , فيدخلهن عليَّ , وكان يسَرِّبهُنَّ إليّ ,
فيلعبن , وكان يمكنها أن تضع رأسها على كتفه الشريف وهي خلفه
مستترة بردائه , حيث يلعب السودان بالحراب فيقول لها :
-تشتهين النظر ؟
-نعم .
فأقامها وراءه , خدها على خده , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( حسبك )) فقالت : لا تعجل يا رسول الله , قالت : فقام لي , ثم قال
: حسبك , فقلت : لا تعجل يا رسول الله , قالت : وما بي حب النظر
اليهم ولكنني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي , ومكاني منه .
ولم يكن يغضبهنَّ أو يضربهنَّ قالت رضي الله عنها :
-استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بي أرفع
صوتي على رسول الله فقال أبو بكر : يا بنت فلانة , ترفعين صوتك
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
فحال بينه وبيني رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم خرج أبو بكر
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها
وقال : ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ؟
ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما , فقال : أشركاني في
سلمكما كما أشركتماني في حربكما .
وعن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – قالت : ما ضرب
رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط ,
ولا ضرب خادما له قط , ولا ضرب بيده شيئًا , الا أن يجاهد في سبيل الله . وما نيل منه شيء
فانتقمه من صاحبه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم .
هذه هي أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فلنقتد به في أخلاقنا
وأعمالنا ومعاملتنا لزوجاتنا والمسلمين .
وكانت السيدة عائشة أشد غيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
من باقي زوجاته , وذلك لفرط حبها لزوجها صلى الله عليه وسلم ,
وكانت تقول :
-( ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة – ولقد هلكتْ قبل أن
يتزوجني بثلاث سنين – لما كنت أسمعه يذكرها , ولقد أمره ربه
عز وجل أن يبشرها ببيت من قصب (( اللؤلؤ )) في الجنة وإن كان
ليذبح شاة ثم يهديها الى خلائلها (( صاحباتها )) ) .
وكانت هالة بنت خويلد أخت خديجة تستأذن على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيتغير وجهه لشبه صوتها من صوت خديجة فيقول :
-اللهم هالة بنت خويلد . فتقول عائشة وهي مُغضبَة :
ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في
الدهر فأبدلك الله خيرًا منها .
فقال : ما أبدلني الله خيرا منها , قد آمنت بي إذ كفر بي الناس ,
وصدقتني إذ كذبني الناس , وواستني بمالها إذ حرمني الناس ,
ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس .
يتبع...
أقام المسلمون في المدينة وتأسس المجتمع الاسلامي وفرح
المسلمون بنصر الله لهم في غزوة (( بدر الكبرى )) .. ومع فرحة
المسلمين بالنصر كانت فرحة اخرى ,
أتت أسماء الى دار أبيها تزورهم فلقيتها أم رومان قائلة :
-أين أختك يا أسماء ؟
-تلعب مع صويحباتها يا أم رومان .. مالك مسرعة هكذا ؟
-رسول الله صلى الله عليه وسلم سيبني بها اليوم يا بنتاه .
-ما أسعد حظ تلك الفتاة ..
وذهبت ام رومان اليها فوجدتها على أرجوحة لها فصرخت بها
فأتتها وهي لا تدري ما تريد بها , فأسلمتها الى نساء الأنصار فقلن :
-على الخير والبركة وعلى خير طائر .
* ثم غسلْنَ رأسها وأصلحْنَها ثم ذهبْنَ بها الى رسول الله صلى الله
عليه وسلم , وكان قد قدم اللبن مع الطعام لضيوفه , فلما أجلسن
عائشةَ بجواره ناولها اللبن , فخفضت رأسها مستحيةً منه فانتهرتها
أسماء :
- خذي من يدِ النبي صلى الله عليه وسلم .
فأخذت فشربت , ثم أعطت أترابها .
صداق العروس :
سأل أبو سلمة بن عبدالرحمن السيدة عائشة :
-كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
-كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشًّا . أتدري ما النشّ ؟
-لا .
-نصف أوقية , فتلك خمسمائة درهم , فهذا صداق رسول الله صلى
الله عليه وسلم لأزواجه .
في بيت النبي صلى الله عليه وسلم :
لم يحب النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة – رضي الله عنها –
واحدة من أزواجه كما أحب عائشة , وكان عمرو بن العاص –
رضي الله عنه – يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : من أحب الناس اليك ؟
-عائشة .
-ومن الرجال ؟
-أبوها .
وكان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة , فغارت نساء النبي صلى
الله عليه وسلم منها واشتكين الى أم سلمة , فذكرت أم سلمة ذلك
للرسول صلى الله عليه وسلم , فسكت وأعرض عنها , فعادت تقول
له شكواهنّ ثلاثاً , فرد عليها مُغضباً :
-يا أم سلمة , لا تؤذيني في عائشة , فإنه والله ما نزل
عليّ الوحي وانا في لحاف امرأة منكن غيرها .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته كما قال عن نفسه : ((
خيركم جيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ))
كان يستمر معهنّ , ويسوي بينهنّ في المعاملة , اللهم الا الميل
القلبي فقد كان ميله لعائشة أشد , وكان بقول : (( اللهم هذه قسمتي
فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك )) .
-ويصف عمر – رضي الله عنه – معاملته صلى الله عليه وسلم
لهنّ فيقول :
(( والله إنا كنا في الجاهلية ما نعدّ للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهنّ ما
أنزل وقسم لهنّ ما قسم )) .
وكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه حتى ليظل يومَه
غضبان , فسأل عمر ابنته حفصة عن ذلك فأكدت له ’ فذهب الى أم
سلمة لقرابته منها فكلمها في هذا الأمر فقالت :
-عجبًا لك يا بن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل
بين رسول الله وأزواجه .
-يقول عمر : (( فأخذتني أخذاً كسرتني به عن بعض ما كنت ,
فخرجت من عندها )) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يساعد نساءه في أعمال البيت ,
قالت عائشة :
-كان في مهنة أهله , فإذا سمع الأذان خرج الى الصلاة .
وكان يمازحهن ويضاحكهن , وتزوج عائشة وهي بعد صغيرة السن
فكان يُسِّربُ لها صواحبها يلاعبنها .
قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كنت ألعب بالبنات –
تعني اللُّعَب – فيجيء أصحابي فينقمعن من رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيخرج رسول الله , فيدخلهن عليَّ , وكان يسَرِّبهُنَّ إليّ ,
فيلعبن , وكان يمكنها أن تضع رأسها على كتفه الشريف وهي خلفه
مستترة بردائه , حيث يلعب السودان بالحراب فيقول لها :
-تشتهين النظر ؟
-نعم .
فأقامها وراءه , خدها على خده , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( حسبك )) فقالت : لا تعجل يا رسول الله , قالت : فقام لي , ثم قال
: حسبك , فقلت : لا تعجل يا رسول الله , قالت : وما بي حب النظر
اليهم ولكنني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي , ومكاني منه .
ولم يكن يغضبهنَّ أو يضربهنَّ قالت رضي الله عنها :
-استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بي أرفع
صوتي على رسول الله فقال أبو بكر : يا بنت فلانة , ترفعين صوتك
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
فحال بينه وبيني رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم خرج أبو بكر
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها
وقال : ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ؟
ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما , فقال : أشركاني في
سلمكما كما أشركتماني في حربكما .
وعن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – قالت : ما ضرب
رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط ,
ولا ضرب خادما له قط , ولا ضرب بيده شيئًا , الا أن يجاهد في سبيل الله . وما نيل منه شيء
فانتقمه من صاحبه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم .
هذه هي أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فلنقتد به في أخلاقنا
وأعمالنا ومعاملتنا لزوجاتنا والمسلمين .
وكانت السيدة عائشة أشد غيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
من باقي زوجاته , وذلك لفرط حبها لزوجها صلى الله عليه وسلم ,
وكانت تقول :
-( ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة – ولقد هلكتْ قبل أن
يتزوجني بثلاث سنين – لما كنت أسمعه يذكرها , ولقد أمره ربه
عز وجل أن يبشرها ببيت من قصب (( اللؤلؤ )) في الجنة وإن كان
ليذبح شاة ثم يهديها الى خلائلها (( صاحباتها )) ) .
وكانت هالة بنت خويلد أخت خديجة تستأذن على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيتغير وجهه لشبه صوتها من صوت خديجة فيقول :
-اللهم هالة بنت خويلد . فتقول عائشة وهي مُغضبَة :
ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في
الدهر فأبدلك الله خيرًا منها .
فقال : ما أبدلني الله خيرا منها , قد آمنت بي إذ كفر بي الناس ,
وصدقتني إذ كذبني الناس , وواستني بمالها إذ حرمني الناس ,
ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس .
يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق