الخميس، 12 مارس 2009

سلسلة أمهات المؤمنين //الجزء الثالث : عائشة بنت الصديق رضي الله عنها-2



الزواج السعيد :

أقام المسلمون في المدينة وتأسس المجتمع الاسلامي وفرح

المسلمون بنصر الله لهم في غزوة (( بدر الكبرى )) .. ومع فرحة

المسلمين بالنصر كانت فرحة اخرى ,

أتت أسماء الى دار أبيها تزورهم فلقيتها أم رومان قائلة :

-أين أختك يا أسماء ؟

-تلعب مع صويحباتها يا أم رومان .. مالك مسرعة هكذا ؟

-رسول الله صلى الله عليه وسلم سيبني بها اليوم يا بنتاه .

-ما أسعد حظ تلك الفتاة ..

وذهبت ام رومان اليها فوجدتها على أرجوحة لها فصرخت بها

فأتتها وهي لا تدري ما تريد بها , فأسلمتها الى نساء الأنصار فقلن :

-على الخير والبركة وعلى خير طائر .

* ثم غسلْنَ رأسها وأصلحْنَها ثم ذهبْنَ بها الى رسول الله صلى الله

عليه وسلم , وكان قد قدم اللبن مع الطعام لضيوفه , فلما أجلسن

عائشةَ بجواره ناولها اللبن , فخفضت رأسها مستحيةً منه فانتهرتها

أسماء :

- خذي من يدِ النبي صلى الله عليه وسلم .

فأخذت فشربت , ثم أعطت أترابها .

صداق العروس :

سأل أبو سلمة بن عبدالرحمن السيدة عائشة :

-كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

-كان صداقه لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشًّا . أتدري ما النشّ ؟

-لا .

-نصف أوقية , فتلك خمسمائة درهم , فهذا صداق رسول الله صلى

الله عليه وسلم لأزواجه .


في بيت النبي صلى الله عليه وسلم :

لم يحب النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة – رضي الله عنها –

واحدة من أزواجه كما أحب عائشة , وكان عمرو بن العاص –

رضي الله عنه – يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : من أحب الناس اليك ؟

-عائشة .

-ومن الرجال ؟

-أبوها .

وكان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة , فغارت نساء النبي صلى

الله عليه وسلم منها واشتكين الى أم سلمة , فذكرت أم سلمة ذلك

للرسول صلى الله عليه وسلم , فسكت وأعرض عنها , فعادت تقول

له شكواهنّ ثلاثاً , فرد عليها مُغضباً :

-يا أم سلمة , لا تؤذيني في عائشة , فإنه والله ما نزل

عليّ الوحي وانا في لحاف امرأة منكن غيرها .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته كما قال عن نفسه : ((

خيركم جيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ))

كان يستمر معهنّ , ويسوي بينهنّ في المعاملة , اللهم الا الميل

القلبي فقد كان ميله لعائشة أشد , وكان بقول : (( اللهم هذه قسمتي

فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك )) .

-ويصف عمر – رضي الله عنه – معاملته صلى الله عليه وسلم

لهنّ فيقول :

(( والله إنا كنا في الجاهلية ما نعدّ للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهنّ ما

أنزل وقسم لهنّ ما قسم )) .

وكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه حتى ليظل يومَه

غضبان , فسأل عمر ابنته حفصة عن ذلك فأكدت له ’ فذهب الى أم

سلمة لقرابته منها فكلمها في هذا الأمر فقالت :

-عجبًا لك يا بن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل

بين رسول الله وأزواجه .

-يقول عمر : (( فأخذتني أخذاً كسرتني به عن بعض ما كنت ,

فخرجت من عندها )) .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يساعد نساءه في أعمال البيت ,

قالت عائشة :

-كان في مهنة أهله , فإذا سمع الأذان خرج الى الصلاة .

وكان يمازحهن ويضاحكهن , وتزوج عائشة وهي بعد صغيرة السن

فكان يُسِّربُ لها صواحبها يلاعبنها .

قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كنت ألعب بالبنات –

تعني اللُّعَب – فيجيء أصحابي فينقمعن من رسول الله صلى الله

عليه وسلم فيخرج رسول الله , فيدخلهن عليَّ , وكان يسَرِّبهُنَّ إليّ ,

فيلعبن , وكان يمكنها أن تضع رأسها على كتفه الشريف وهي خلفه

مستترة بردائه , حيث يلعب السودان بالحراب فيقول لها :

-تشتهين النظر ؟

-نعم .

فأقامها وراءه , خدها على خده , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(( حسبك )) فقالت : لا تعجل يا رسول الله , قالت : فقام لي , ثم قال

: حسبك , فقلت : لا تعجل يا رسول الله , قالت : وما بي حب النظر

اليهم ولكنني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي , ومكاني منه .

ولم يكن يغضبهنَّ أو يضربهنَّ قالت رضي الله عنها :

-استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بي أرفع

صوتي على رسول الله فقال أبو بكر : يا بنت فلانة , ترفعين صوتك

على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!

فحال بينه وبيني رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم خرج أبو بكر

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها

وقال : ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ؟

ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما , فقال : أشركاني في

سلمكما كما أشركتماني في حربكما .

وعن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – قالت : ما ضرب

رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط ,

ولا ضرب خادما له قط , ولا ضرب بيده شيئًا , الا أن يجاهد في سبيل الله . وما نيل منه شيء

فانتقمه من صاحبه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم .

هذه هي أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فلنقتد به في أخلاقنا

وأعمالنا ومعاملتنا لزوجاتنا والمسلمين .

وكانت السيدة عائشة أشد غيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

من باقي زوجاته , وذلك لفرط حبها لزوجها صلى الله عليه وسلم ,

وكانت تقول :

-( ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة – ولقد هلكتْ قبل أن

يتزوجني بثلاث سنين – لما كنت أسمعه يذكرها , ولقد أمره ربه

عز وجل أن يبشرها ببيت من قصب (( اللؤلؤ )) في الجنة وإن كان

ليذبح شاة ثم يهديها الى خلائلها (( صاحباتها )) ) .

وكانت هالة بنت خويلد أخت خديجة تستأذن على رسول

الله صلى الله عليه وسلم فيتغير وجهه لشبه صوتها من صوت خديجة فيقول :

-اللهم هالة بنت خويلد . فتقول عائشة وهي مُغضبَة :

ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في

الدهر فأبدلك الله خيرًا منها .

فقال : ما أبدلني الله خيرا منها , قد آمنت بي إذ كفر بي الناس ,

وصدقتني إذ كذبني الناس , وواستني بمالها إذ حرمني الناس ,

ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس .

يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Template by:
Free Blog Templates