الثلاثاء، 10 مارس 2009

سلسلة أمهات المؤمنين //الجزء الثالث : عائشة بنت الصديق رضي الله عنها-1




بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نذكركم بالجزء السابق ألا وهو :

|| الجزء الثاني : سودة بنت زمعة رضي الله عنها ||

عدنا مجددا مع أم من أمهات المؤمنين الجليلات

مع أم عرفت بشدة غيرتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~

(( الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم

المبرأة من السماء )) التابعي المشهور مسروق بن الأجدع

(( ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه

في رأي إن احتيج اليه , ولا أعلم بآية فيما نزلت , ولا فريضة من

عائشة )) أبو سلمة بن عبدالرحمن


الخطبة الميمونة :

أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يردد بقلبه المحزون

داعيا الله – عز وجل – وملتجئا اليه , حزينا على فقده من كان يشد

أزره ويناصره من البشر ألا وهي السيدة خديجة – رضي الله عنها

- , ثم أصيب بعمه أبي طالب الذي كان يحوطه ويمنع قريشا من أن

تصل اليه بأذى , فقد عبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك

قائلا : ( ما نالت قريش مني شيئاًَ أكرهه حتى مات أبو طالب )

وكان قد مات على دين آبائه ولم ينطق بالشهادتين فكانت هذه النهاية

مؤلمة وحزينة على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم

وظل رسول الله يدعو ربه في بكاء صامت إثر ما فعلته به ثقيف لما

خرج من ديار قومه اليهم على رجاء أن يستجيبوا لدعوته وينصروه

فإذا بسادتها وأشرافها يرمونه بالكذب ويقولون له في عناد :

-أما وجد الله احدا يرسله غيرك ؟!

وبعد وفاة السيدة الطاهرة خديجة اقترحت الصحابية الجليلة خولة

بنت حكيم زوجة الصحابي الجليل عثمان بن مظعون على النبي

صلى الله عليه وسلم هذا الاقتراح .

-يا رسول الله ألا تتزوج ؟

قال : ومن ؟

قالت : إن شئت بكرا .

فقال : من البكر ؟

فقالت : أما البكر فعائشة ابنة أحب خلق الله اليك .

قال : اذكريها عليَّ يا أم حكيم .

فانطلقت خولة من فورها الى أم عائشة وزوج الصديق وكانت تسمى

( أم رومان ) فنادت عليها فرحة مستبشرة

-يا أم رومان ماذا أدخل اله عليكم من الخير والبركة ؟

قالت : ماذا يا خولة ؟

قالت : رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني خاطبا ابنتك عائشة .

قالت : وَدِدْتُ , تمهلي فإن أبا بكر آت عن قريب .

فلما أتى أبو بكر حدثته في الأمر فقال :

-هل تصلح له وهي ابنة أخيه ؟

-فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له .

-فقال : ارجعي وقولي له : أنت أخي في الاسلام , وابنتك تصلح لي .

فجاءت الى أبي بكر فذكرت له ذلك .

فقال لها : لقد ذكرها المطعم بن عدي لولده ووالله ما أخلف وعداً قط ,

فانتظري حتى آتيك بما أرجو , لعله قد رجع عن خطبتها !!

-وأسرع أبو بكر للمطعم بن عدي فاستقبله بوجه متغير

فقال له أبو بكر :

-كنت قد ذكرت عليَّ أنك تخطب ابنتي لابنك اما زلت عند خطبتك ؟ فردت زوجته :

-لعلنا ان انكحنا هذا الفتى اليك تدخله في دينك .

فقال أبو بكر للمطعم :

-ما تقول انت ؟

قال : اني لأقول ما سمعته منها .

فانصرف أبو بكر عنهما وهو يحمد الله على تراجعهما لحبه لرسول

الله صلى الله عليه وسلم وشوقه الى مصاهرته , فهو خليله وحبيبه

وقبل كل شيء .. هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

-فلما وصل داره استقبلته أم رومان ومعها خولة فقال لها

-قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتينا فهي له .

فجاء النبي وتمت الخطبة الميمونة .. على الصديقة بنت الصديق

لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..

لقد كان أمر زواج الصديقة عائشة – رضي الله عنها – بوحي من

السماء , قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( أريتك في المنام مرتين , أرى أنك في سرقة من حرير فيقول :

هذه امرأتك , فأكشف فإذا أنت فيه , فأقول : إن يك من عند الله

يمضه ))

وفي رواية قال له جبريل : (( هذه زوجتك في الدنيا والآخرة )) .

عمر عائشة لما خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم :

كان عمر عائشة أكثر من ست سنوات وأدخلت عليه وهي ابنة تسع

سنوات وتوفي عنها وهي ابنة ثمانية عشر عاماً , ولم يتزوج رسول

الله صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها .

ما الحكمة من الزواج بعائشة البنت الصغيرة ؟

زواج النبي صلى الله عليه وسلم تم بأمر من المولى عز وجل وذلك

لحكم كثيرة وجليلة أرادها الله عز وجل منها ما نعلمه ومنها ما لا نعلمه .

فقد كان في نظام العرف الجاهلي أن يتخذ بعض الناس صديقاً له أخاً

وهو ما يسمى بالمؤاخاة . فإذا آخى رجل رجلاً فإنه لا يحق له أن

يتزوج ابنته فأبطل الاسلام هذه العادة بزواج النبي صلى الله عليه

وسلم من السيدة عائشة , وقد أراد الله عز وجل أن يقوّي رابطة

الأخوة والصلة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الصديق أبي

بكر فكان هذا الزواج المبارك .

والنبي صلى الله عليه وسلم مشرِّع ينظم أحوال الحياة كلها , سواء

في البيت أم في الشارع أم في العمل , فكان لابد من ناقل ذكي فطن

ينقل تعاليم الاسلام التي تخص الحياة الأسرية والتي تهم الانسان في

تعامله مع عائلته وأهل بيته , فكانت السيدة عائشة حير ناقل لهذه

التعاليم لهذه الأمة فقد روت أكثر من ألفين ومائتي حديث من كلام

رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله فهي إذاً كانت من اهم

الصحابة وأفقههم .

المهاجرة :

أذن الله للمسلمين بالهجرة الى المدينة فراراً من إيذاء الكفار لهم , ,

وأراد أبو بكر الصديق الهجرة الى المدينة مع من هاجر فاستمهله

رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له :

-لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً .

وكانت عائشة – رضي الله عنها – لم تبلغ السابعة فهي مولودة في

الاسلام وهي أصغر من فاطمة – رضي الله عنها – وأرضاها

بثمان سنين وكانت تقول :

لم أعقل أبويَّ إلا وهما يدينان الدين فكانت ترى ما يحدث للمسلمين

وتتلهف شوقاً للقاء النبي صلى الله عليه وسلم وتشكو له إذا آذتها

أمها وتنتظر زيارته كانتظار الصبيان قدوم العيد , رُوي أنه دخل

دارهم يوماً فوجد عائشة تبكي , فسألها عن سبب بكائها فقالت :

-ضربتني أمي .

-يا أم رومان , استوصي بعائشة خيراً واحفظيني فيها .

فلما أتم الله هجرة نبيه صلى الله عليه وسلم أرسل من يأتي بأهله

وأهل صاحبه وبناته صلى الله عليه وسلم , تقول السيدة عائشة وهي

تصف طريق الهجرة :

-لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة

خلّفنا وخلّف بناته فلما قدم المدينة بعث الينا زيد بن حارثة وأبا رافع

وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها من أبي بكر يشتريان بهما

ما يحتاج اليه من الظهر , وبعث أبو بكر عبدالله بن أريقط الليثي

ببعيرين أو ثلاثة وكتب الى ابنه عبدالله يأمره أن يحمل أهله , أمي

وأنا وأسماء .

وقد تعرضت السيدة عائشة لخطر أثناء هجرتها , اذ نفر الجمل الذي

كانت عليه نفوراً منكراً , فقالت أمها صارخة مرتاعة :

-وابنتاه ..!! واعروساه !

فقالت عائشة بعد ذلك :

-فسَمِعْتُ قائلاَ : يقول : ألقي خِطامه , فألقيته فقام يستدبر

كأنما انسان قائم تحته .

ووصلوا المدينة المنورة والمسجد النبوي يبنى , واستبشرت عائشة ,

فها هو بيتها يُبنى بجوار المسجد لتصبحَ فيه زوجة لخاتم المرسلين

صلى الله عليه وسلم .

يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Template by:
Free Blog Templates