الأربعاء، 25 فبراير 2009

سلسلة أمهات المؤمنين //الجزء الثاني : سودة بنت زمعة رضي الله عنها-3


في حزب عائشة :

وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الى زمعة والد سودة وخطبها ,

وكان قبل ذلك قد خطب عائشة بنت الصديق وهي صغيرة بنت ست

سنين ..

فكان يحتاج الى زوجة قادرة على رعاية داره وشؤون بناته وخاصة

فاطمة التي فقدت حنان الأم وتحتاج الى يد حانية حتى تؤهلها لزواج

لا بد أنه آت .

وسودة تعلم يقيناً أنه ما احبها كخديجة ولن يحبها كعائشة

فكفاها فخراً وتيهاً على العالمين أنها زوجة نبي الله صلى الله عليه

وسلم

وكانت السيدة عائشة – رضي الله عنها – تحفظ لسودة وقوفها

ومراعاتها لها وعطفها عليها منذ أن تزوجت برسول الله صلى الله

عليه وسلم

وكانت سودة تحرص على ارضاء عائشة ارضاء للنبي – عليه

الصلاة والسلام – الذي كان يحب عائشة كثيراً حتى لقد دفعها ذلك

الى الاستجابة لعائشة في قصة رائحة المغافير التي احتالت فيها

عائشة ضد زينب بنت جحش رضي الله عنهن جميعاً , لقد استجابت

سودة لعائشة , وقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءها :

إني أجد فيك رائحة المغافير , وليس الأمر كذلك وإنما كان الهدف

إبعاد الرسول صلى الله عليه وسلم عن عسل زينب بنت جحش بعد

أن طال مكثه عندها , والقصة بكاملها موجودة في كتب التفسير في

تفسير سورة التحريم , وفي استجابة سودة دليل على ميلها لعائشة

وحرصها على ارضائها .

بين سودة وعائشة :

تقول السيدة عائشة رضي الله عنها :

زارتنا سودة يوماً فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلمك بيني

وبينها , احدى رجليه في حجري والأخرى في حجرها , فعملْت له

حريرة – وهي الحساء المطبوخ من الدقيق والدسم والماء – أو قال

خزيرة – فقلت كلي : , فأبت فقلت : لتأكلين أو لألطخن وجهك ,

فأبت , فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهها , فضحك رسول

الله صلى الله عليه وسلم فرفع رسول الله رجله من حجرها لتستقيد

مني , فوضع بيده لها من الحريرة وقال لها : لطخي وجهها .

فلطخت به وجهي , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك , فمر

عمر فقال : يا عبدالله , يا عبدالله , فظن أنه سيدخل فقال : قوما

فاغسلا وجوهكما , وقالت عائشة فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول

الله صلى الله عليه وسلم .

الإذن بالخروج والحجاب :

كانت العرب تأنف من وضع الحمامات ودورات المياه داخل البيوت ,

لما يترتب على ذلك من أمراض وحشرات ورائح كريهة , خاصة

انه لم يكن الصرف الصحي معروفاً كما هو في أيامنا هذه .

فكان النساء يخرجن الى صعيد فسيح بالليل يسترهن الظلام ليقضين

حاجتهن .

وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حريصاً وغيوراً على

زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أن بتعرض لهن أحد من المنافقين ,

وكان يشير على النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحجب نساءه , ولم

يكن لتبي الله أن يفعل ذلك حتى يأتي الأمر بذلك من السماء .

وذات ليلة خرجت سودة الى المناصع – وهو صعيد أفيح من البقيع

– وذلك عشاء , وكانت امرأةً طويلة , فرآها عمر فناداها : يا سودة

قد عرفناك فانظري كيف تخرجين – وذلك حرصا كما أسلفنا من

عمر على نزول الحجاب – فانكفأت راجعة , وكان رسول الله صلى

الله عليه وسلم يتعشى في حجرة عائشة فاستأذنت فدخلت عليه فقالت

: يا رسول الله , ان عمر قال لي كذا وكذا .

فما لبث الا قليلاً حتى نزل الوحي على النبي – عليه السلام – فأذن

لهن بالخروج , ثم نزل الحجاب بعد ذلك .

وهذا درس للنساء الخراجات الولاجات المتجولات بالأسواق أن

يتقين الله ولا يخرجن من بيوتهن الا لحاجة أو ضرورة , واذا

خرجن فلا يتبرجن بزينة فإذا انقضت حاجتهن أسرعن الى بيوتهن.

يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Template by:
Free Blog Templates